‫الرئيسية‬ عازفو اوتار الشيخة فواغي القاسمي مخاتلات الخريف/بقلم :الشيخة فواغي القاسمي

مخاتلات الخريف/بقلم :الشيخة فواغي القاسمي

اليوم بدء الخريف الذي أعشق –

هذه الريح الشقية بدأت العبث بأوراق الصفصافة الهرمة أمام المنزل… تعزف

اللحن العتيق الذي أألفه جيدا

كم تتشابه ذكريات شيخ المواسم في ذاتي – هاهي اليوم تجتر أزمنة الطفولة و بيتنا القديم – غناء السيدة العجوز ونحن نلتف حولها في دائرة البراءة

أهازيج الشجن الدفيء تنساب كخرير جدول عذب – و الريح تموسق لها الترانيم الرطبة – لا شيء يشبه ذلك الحنين أو يسمو إلى مقامه

الصرير حكايات الجدات وأنين المتعبين – ناي الريح المتخم بالأناشيد – قروية الحزن و رفيف الأجنحة المرهفة – همس

الوجد للقلوب الدائخة

مشاغبات المطر أحيانا – تنعجن بذلك الحفيف المنساب بين أوراق الدوح التي تقاوم الفراق – تتشبث بقدرة صفراء ستنهار قريبا

سراعا تمر اللحظات الحالمة – اللون يتضاءل – الضوء يتوارى خلف حشود الغيم – الأرض صامتة حزينة – و تلك النسائم الباردة تنسج جبة الخيال

لا يزال الوقت مبكرا على أزيز البرد و لكنها الرعشة الخفيفة تأتي حاملة زاد الشتاء – غدا ستحاورني الألوان التي تنام في فيء الغابة

غدا تشتكي المقاعد الخشبية في الحديقة العامة من الجحود-هجرها الجميع-وحدي أذهب لأقدم لها قداس الوفاء – أتحاور من الذكريات التي تحتلها

تسرقني الساعات دون احتساب – احتسي قهوتي المخبأة في ذاك الجراب الأحمق – و احتسي معها أحلامي المرهقة بطول الانتظار

لا فرق بين حلمي الجميل و شيخ المواسم – فكلاهما يتساقطان من سلال الشجن و سحب الزمن  فيأتلفان كراقص وراقصة من قبيلة البجع

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

تسعة عشر − ثلاثة عشر =

‫شاهد أيضًا‬

لطفي بوشناق: أيقونة الفن المُلتزم وصوتٌ للحرية والعدالة / حوار : بشرى بوجمعة

الفنان التونسي الكبير لطفي بوشناق: *أنا اسعى دائما أن أكون صوتا لكل الشعوب*أنا أعيش لأغني …